وداع بلا وداع
ودعت حبيبى فى نفسى ولم اخبره ولم يودعنى هو بل زاد فى الود
ودعت حبيبى فى نفسى بكل قساوة ونسيت انه يعلم ما اخفى وما ابدى
ودعته ولم اودعه حقيقة ولن انساه ابدا وما لى من بد
فقد عشنا معا خمسة عشرا هجرنا فيها مر الدميا ابتعادا وزهد
ومرحنا مرح الاطفال وسعادتهم وجعلنا نيران الدنيا انهارا ذات جزر ومد
وسبحنا فى السماء كالطير معا رغم انه لم تات اليد اليد
فليتنا استطعنا تاخير الزمن فقد كان بينى وبينها سد
واطل علينا طلته بغلها وبدا بيننا البناء فى الهد
ولم يكن لنا ذنب فلم نعلم ما كان يدخره لنا الغد
فهى ابنته وقد دفنها فى اعماقى ولم اكن اعرف قبلا الوأد
وانهال علينا بامطاره زخات فأصمنا وأعمينا بقسوة البرق والرعد
وأسدل على بلد باكملها ستار اصبح بينى وبينه فاصل الحد
وحطمت فى تيار الهوى دون ارادة رغم مابذلته من جهد
لاعيدها الى ثانية ولم انجح وتمنيت ان يعيدنى للمهد
ودعته ولم يكم لى بديلا وكانت الدنيا لنا ند
ونزفت عينى انهارا من البكا وصرت تائها لاطريق سالك ولا ارض
فودعته ولم استطع اخباره وليت لى من لقاه رد